علي شرفة هذا
المبنى كان يقف زعيم الحزب الايطالي الفاشي بينيتو موسوليني باثاً خطاباته النارية،
وهو يعبيء شعبه وجنوده في معارك الحرب الكونية الثانية (1939-1945 ). تلك الحرب
التي كلفت البشرية اكثر من 45 مليوناً من الأنفس من كل انحاء الارض ومن كل الاجناس
البشرية، هذا غير الدمار والخراب وبقية الخسائر المادية والمعنوية فضلا عن تبعاتها
الاخري . تري ماذا كان سيكون حال البشر وارضهم لو نجح موسوليني وحلفائه في كسب تلك
المعركة؟ .
في ذات الاثناء، ونحن في بص دليل سياحي
يعرف الزوار بمعالم المدينة، وقد مر امام هذا المبنى وكنت برفقة اخوة اعزاء نسأل
الله ان يحفظهم ، وقد شرح لنا دليل البص ان الزعيم موسوليني كان يبث خطاباته من
شرفة هذا المبني . حينها، جالت بخواطري صور عديدة، من كتب التاريخ التي قرأتها و
من القصص التي سمعتها من الكبار عن تلك الفترة . تذكرت ضرب الطيران الايطالي
لميناء بورتسودان الذي راح ضحيته عدد من عمال الميناء الابرياء ، وتذكرت الموقف (البطولي)
لكابتن الباخرة الايطالية (امبريا) الذي حاصرته القوارب البريطانية خارج بورتسودان
وكان باخرته تحمل الامدادات للجيش الايطالي في ارتريا ، عندما شعر انه لا محاله
مقبوض أغرق الباخرة بما فيها، وقد اصبحت الان احدي اهم الجواذب السياحية في الساحل
السوداني ويزورها الغواصين الطليان بمزيد من النشوة والاحتفاء والفخر. تذكرت اجتياح القوات الايطالية لكسلا وهي
في طريقها الي الخرطوم ومن ثم تقدم قوة دفاع السودان نحو كرن واسمرا، وتذكرت
الجنود السودانيين الذي تم نقلهم الي ليبيا ومصر لمحاربة جنود ايطاليا في الصحراء
الليبية في معركة هي في الواقع ليست معركتهم ، مرت باذني دندنات صوت عائشة
الفلاتية وهي تغني ( يجوا عايدين) في إشارة لأفراد القوة السودانية في ارتريا
وليبيا. تذكرت تيارات المستعمرين المتحركة نحو السودان من الجنوب والغرب التيار
الفرنسي الذي اجتاح جنوب السودان حتي فشودة مع محاولات لاجتايح مناطق في درافور
والتيار الايطالي الذي تحرك من اتجاه الشرق .
بمناسبة احتفال العالم بالذكري السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية في هذا الشهر (مايو 2015) ، نحي ارواح كل الشهداء والابرياء التي راحت ضحية صراعات الطموح والاطماع، ونتيجة الفشل في حل خلافات المصالح والرؤي بوسائل الحوار والمنطق .
بمناسبة احتفال العالم بالذكري السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية في هذا الشهر (مايو 2015) ، نحي ارواح كل الشهداء والابرياء التي راحت ضحية صراعات الطموح والاطماع، ونتيجة الفشل في حل خلافات المصالح والرؤي بوسائل الحوار والمنطق .