الأحد، 24 مايو 2015

الاسد


يحظي الأسد دون غيره من بقية الحيوانات بالاحترام الشديد من قبل الانسان. وترتبط صورته في مخيلة البشر بالرزانة والصبر والشجاعة. ولكن لماذا يحظي بهذه المكانة السامية دون غيره من مخلوقات الله غير المتكلمة، فهو غير مفيد البته حيث لا يستخدمه الناس في طعام او زينة او خدمة كما لا يتسم بكبر الحجم او حتي جماله. لعل ما يميزه هو الرمزية الراسخة في اذهان الناس وهي رمزية تكونت عبر صفات الاسد نفسه دون بقية الحيوانات الاخري، فهو حيوان عاقل لا يعتدي الا رداً لعدوان، ويأتي ذلك بعد تجاهل واضح للاعتداءات العابرة ، كما لا يتسم بالغباء او الحماقة او (قلة الادب) والمشاكسة والفوضوية او النهم والتسرع . قادتني الصدفة الي رؤية الاسد مرات قليلة ،بعضها في حدائق مغلقة كانت أولها في حديقتنا (المرحومة) بالخرطوم، أذكر حينها حاول البعض التلاعب معه ولكن صاحبنا تجاهلهم وكأنهم غير موجودين وهو يتبختر داخل قفصه او سجنه ، المرة الثانية بجنوب افريقيا وكانت المرة الاولي التي اشاهد فيها صاحبنا مطلق اليدين والارجل وانتابتني مشاعر الرهبة والخوف وهو شيء طبيعي من رجل صحراوي لا يفهم طبائع سكان الغابات وتقاليدهم ، سألت عامل المحمية ان كان لديه من التجهيزات مايلزم لو هجم علينا هذا المرعب وطمأنني ضاحكاً لا تخف يارجل فإنه شبعان ويريد النوم. وكان الأسد بالفعل راقداً علي جنبه ويرفع رأسه كل مرة ليتأكد من وجود هؤلاء البشر المزعجين الفضوليين بسياراتهم وكاميراتهم . وكانت تعليمات قائدنا بأن لا نتكلم الا همساً وان لا ننزل من السيارات . وكنا حينها مطمئنين للاسد ولكن تعترينا الخشية من صاحبته (اللبوة) التي ترافقه حيث ظلت تقف وترمينا بنظراتها المستمرة، ولم تركن للارض ولو هنيهة، وتذكرت حينها إحدي المقولات المشهورة عن النساء التي تقول: هناك شيئان لا يهدآن ابداً وهما السياسة والنساء.

ليست هناك تعليقات: