الأحد، 24 مايو 2015

ورحل نجم من نجوم البحر الاحمر

حملت لنا الانباء رحيل رجل كبير في كل شيء ، في صمته وفي كلماته وفي احرفه التي كان يكتبها. ذهب عن دنيانا بصورة مفاجئة غير متوقعة وهو لازال في عمر العطاء. هذا الشخص هو الأستاذ محمد احمد أوهسين الاديب والشيخ والشاعر والوزير السابق واوهسين اسم عربي وهو (الحصين) تعرض لبعض التعديلات باللغة البجاوية كغيره من الاسماء العربية التي نقلت الي البجاوية مثل اوكير واوهاج واونور . برحيله فقد السودان وولاية البحر الاحمر احدي اهم العناصر التي كان يعول عليها كثيراً خصوصاً في ايامنا هذه. تعود معرفتي له عبر كتاباته، ومن ثم توثقت هذه الصلة خلال الفترة التي تزاملنا فيها في عضوية اللجنة العليا للمكتبة الولائية بولاية البحر الاحمر، وهي اللجنة التي اضطلعت بمسئولية تسيير مكتبة بورتسودان العامة. كنت أجد فيه كل معاني الحكمة والفهم والصبر والوعي والأدب والتواضع . كنت أستفيد من الحوار معه ومداخلاته بل حتي تعليقاته المهذبة. من الإمكانات النادرة التي كان يمتلكها فصاحته في اللغة العربية بالاضافة الي اللغة المحلية ( تبداوي) حيث كانه يكتب الاشعار باللغتين كما كان يتحدث بهما دون خلط، وهي امكانية الا يملكها الا القلائل جداً الذين التقيت بهم في حياتي فمعظم المتعلمين (البجا) لا يجيدون الفصل بين اللغتين في الخطاب الامر الذي يدخلهم في معاناة عن التخاطب مع مجتمعاتهم المحلية (الصرفة) . فقيدنا نشأ في محطة مسمار الواقعة بين عطبرة وهيا، وهي منطقة تتداخل فيها ثقافات النيل والجبال، ولها خصوصيتها التاريخية عند قبائل البجا حيث تلتقي فيها ثلاث قبائل رئيسية وهي الهدندوة والأمرأر والبشاريين ومن المؤكد ان ذلك منحه معرفة واسعة بمكونات النسق الثقافي المحلي، كما ان دراسته بالجامعة الاسلامية منحته معرفة بالثقافة العربية والعلوم الاسلامية فضلاً عن عمله السابق في مجال المنظمات الطوعية الذي منحه فرصة الاحتكاك بالعالم الخارجي والثقافة الغربية وزيارة بعض البلدان الاوروبية . عمل الفقيد وزيراً ولائياً للشئون الثقافية والاجتماعية في ولايتين احدهما في اقصي الشرق والاخري في اقصي الغرب وهما البحر الاحمر وشمال دارفور حيث عمل خادما لبلاده واهلها في هذه المناطق التي لا تخلو من صعوبة . رحمك الله اخي وصديقي محمد احمد اوهسين وادخلك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا. انا لله وانا اليه راجعون . لله ما اعطي ولله ما اخذ وليبقي الرب راضياً.

ليست هناك تعليقات: