لم أر في حياتي صفة أكثر سوءاً من البخل،
ولا بشر أكثر قبحاً من البخلاء. فالبخل صفة ذميمة لا تتماشي من القيم الإنسانية
التي تدعو الي التعاضد والتناصر، وبذل الجهد والمال لصالح المحتاجين. تقول المقولة
المشهورة (البخيل عدو الله) ، فهي ترمز إلي عظم شنائة هذه الصفة، كما تشير الي ان
البخل يتناقض مع إدراك مفهوم الارزاق المكتوبة التي يعطيها الله لعباده ، فهو
المعطي لكل شيء ، وفي ذلك إجتهاد صحيح حيث
أن البخيل يعتقد بأن المال مكتسب من جهده الشخصي وبالتالي لا يمكنه المحافظه عليه إلا بالإفراط في الإمساك.
جاء
في الأثر الصالح ان حبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم إستعاذ من البخل ضمن الأشياء
التي إستعاذ منها كما جاء في الحديث المشهور ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ،
وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر
الرجال) أخرجه ابو داؤد. نلاحظ أن الصفات الاوائل المذكورة كلها لها تأثيرات عضوية
وتنشأ عن خلل في الجسد او في تسبب خلل فيه وهي الهم والحزن والعجز والكسل والجبن
لكن ماذا عن البخل ؟ هل هو حالة مرضية تستوجب الاستعاذة منها او العلاج ام انه مرض
لا يستجيب للعلاج.
البخيل تجده بخيل في اي شيء، في مشاعره وفي
كلماته فهو رهين حالة الخوف من الإفلاس التي تهيمن علي تفكيره ، فيعتقد أن الكلمات
والمشاعر ايضاً مثلها مثل الأموال بإمكانها النفاد والانقضاء.
عكس البخيل، تجد الكريم إنساناً منشرح
الصدر، مرتاح البال يحب الآخرين ويبادلونه هم الحب، ويتمنون له السعادة ويفرحون
بنجاحاته ومكتسباته. تجد الكريم واثق من نفسه، شجاع في كلامه، ومعطاء في مشاعره
ومواقفه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق