الثلاثاء، 20 يونيو 2017

أحزان سودانيي النمسا: رب تقبل ابراهيم ونجيب عندك في هذا الشهر الفضيل



فقد المجتمع السوداني في النمسا مؤخراً اثنين من اعلامه وركائزه وهما الدكتور ابراهيم عوض يوسف الذي لبى نداء ربه قبل الشهر الفضيل بايام والدكتور محمد نجيب عيسي الذي إنتقل للرفيق الاعلى في الأسبوع الاول من رمضان.
 تعرفت علي الدكتور ابراهيم في أيام مقدمي الأول لمدينة فيينا  في منتصف العام 2014، و توثقت صلتي به عبر العديد من اللقاءات التي جمعتنا فضلاً عن الإتصالات الهاتفية بيننا التي لم تنقطع طيلة فترة تعارفنا . كان من الشخصيات التي أحب الجلوس اليها والنقاش معها. يتحفك دوما بكلماته المهذبة وذكرياته  وآرائه المتعددة في قضايا السياسة والمجتمع . جاء الي النمسا طالباً للدراسات العليا الطبية في جامعة فيينا في ثمانينيات القرن الماضي وطاب به المقام بها . رغم بقائه في النمسا طوال عقود الا ان الرجل كان محافظاً علي السمت السوداني في كل شيء. في حديثه وإهتماماته وهمومه وتقاليده  . العمة والجلابية كانت ثوبه المميز ولا يشعر بأدنى إحساس انها زي غريب في شوارع فيينا وهو يجوبها بعمته الكبيرة وجلابيته الفضفاضة . كل ابراهيم رجلاً إجتماعياً من الطراز الاول حيث ظل يشكل حضوراً فى كل مناسبات الإفراح والاتراح التي تجمع مجتمعنا الصغير في فيينا سواء في بيت السودان او مقر اقامة السيد السفير او الأنشطة التي درج على تنظيمها صندوق المراة السودانية بفيينا.  وكان يحظي بالتقدير من الكل الذين يعاملونه بإحترام وتقدير وأبوية يستحقها. كثيرين ممن نلتقيهم نشعر بين كلماتهم نفحات مرارات وبعض أحقاد او قسوة  حتي لو حاولوا اخفائها الا انها كعادة المشاعر فهي لا تخفي فمهما حاول صاحبها إخفائها فهي تظهر معبرة عن نفسها بشكل او بآخر ، ويتفاوت الناس في ملاحظة هذه المشاعر السلبية . يمكنني القول أن ابراهيم كان مبرءاً من ذلك وأحسبه كان صافي السريرة ، حسن الاخلاق وكان نباتاً صالحاً من بيت كريم . فلا تجد ابداً في كلماته اي أثر لهذه المشاعر السلبية.  كان ابراهيم يحرص على مد الصلات مع الآخرين والتعرف عليهم . أذكر انني عرفته بصديق لي زارنا في فيينا وما كان منه الا أن إتخذ الفرصة لدعوتنا بمنزله بروح شيخ العرب الكريم الذي لا يكترث لتكلفة الدعوة والإستضافة،  فقضينا معه وقتا جميلاً . الحرص على دعوة الاخرين لمنزله عادة معروفة عنه ، فكم مرة دعاني الي منزله لتناول الشاي او الإفطار في شهر رمضان ، وكان له وعد لي بزيارتي في منزلي ولكن أخذته المنية قبل ان يفي بوعده. لم تبعده همومه الخاصة او بعده الجسدي عن السودان من الاهتمام بهموم البلد ، فقد كان يحتفظ بمودة خاصة لجيل الاستقلال والآباء المؤسسين للدولة السودانية المستقلة لا سيما الزعيم اسماعيل الازهرى ، كما لم يتردد في الإستجابة لاي دعوات تخص العمل الوطني العام، وقد شارك قبل وفاته بأشهر في مؤتمر عقده جهاز السودانيين العاملين بالخارج في الخرطوم للخبراء السودانيين المغتربين في الخارج بغرض نقل الخبرات والمعرفة والاستفادة من آرائهم وتجاربهم ، وقد عقد بعد عودته من الخرطوم جلسة نقاشية في بيت السودان بفيينا تحدث فيها عن تجربته في المؤتمر والخبراء السودانيين الذين التقى بهم وإنطباعاته الايجابية عن الحدث والمبادرة.
الدكتور ابراهيم عوض يوسف ( يمين) يقدم هدية للاعلامي القدير الاستاذ حسن عبد الوهاب ( وسط) بعد جلسة دردشة ببيت السودان بفيينا، ويظهر في يسار الصورة الاستاذ عبد الله شريف رئيس جمعية صحفيي الامم المتحدة بفيينا

قصة سمعتها منه جعلتني أفكر أكثر من مرة ، ما هذا الرجل الملاك؟ ، وهي قبل وفاته بأسبوع او اسبوعين حيث إجتمعنا في بيت السودان بفيينا في مناسبة عزاء تخص أحد الاخوان، وبعد أداء صلاة المغرب التي تولي فيها إمامتنا ، دعا للمغفور له بالرحمة والثواب وذكرنا ان الميت يحتاج لدعاء الحي وقال أن ذلك لا يتطلب وجود صلة رحم او قرابة وقال انه شخصياً لسنوات عديدة يدعو يومياً لسيدة مصرية كان يعرفها في مدينة الزقازيق في مصر التي درس الطب في جامعتها، وقال ان علاقة طيبة ربطته بتلك السيدة الكبيرة في السن التي إستأجر منها شقة ضمن طلاب سودانيين وقد إنتقلت فيما بعد الي ربها،  الا انه حافظ علي مودته لها بالدعاء لها يومياً بالرحمة والمغفرة. توقفت كثيراً عند هذه القصة وهي بالتأكيد قصة مؤثرة ، تعكس في الأول أصالة معدن هذا الرجل ، فقليل من البشر يحافظون على مودة الموتي، حيث تلعب المصالح الدور الأكبر في تحديد نشوء علاقات البشر وإستمرارها . فبما انه لا مصلحة ترجي من ميت فأن الموتي هم الأكثر عرضة للنسيان والتجاهل،  ربما تستمر الذكري والدعوات  لفترات بسيطة لكن في الغالب تتراجع تلك الذكرى او تموت وتنقطع المودة والدعوات للموتى. فحتي الآباء والأقربين تتحول الدعوات لهم بعد مرور السنوات الاولى الي المواسم، من الجمعة الي الجمعة ومن ثم من العيد الي العيد وهكذا الا من رحم ربي .

الراحل الدكتور محمد نجيب عيسى

اما الرجل الآخر وهو المهندس الدكتور محمد نجيب عيسي ، فهو واحد من رموز السودان وابنائه البررة الذين حملو إسمه في الأوساط العلمية الدولية. كان من قلائل السودانيين الذي تبوؤا مناصب قيادية في الأمم المتحدة حيث ترأس المكتب الاقليمي لمنظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية في إقليم الجنوب الافريقي في بريتوريا، كما شغل مواقع قيادية في رئاسة المنظمة في فيينا كان اخرها منصب مساعد المدير العام . كان علماً في تخصصه ، حيث كان يحمل شهادات عليا في الهندسة الكيميائية وإدارة البيئة وتصفية البترول في جامعات بريطانيا وفرنسا، كما منحته جامعة ستراتكلايد الاسكتدلنية درجة الدكتوراة الفخرية في العلوم تقديرا لمساهماته في نشر ثقافة الإنتاج الصناعي المحافظ على البيئة في الدول النامية كما كان استاذاً زائراً في جامعات غربية متقدمة   .
لم التق الدكتور نجيب الا في منتصف العام 2016 ، حيث كان خلال فترتي الأولى في النمسا مقيماً في جنوب افريقيا الا أنني سمعت عنه الكثير الطيب الذي تحققت منه عند لقاءه . جمعتني به الفرصة  في مناسبة تعريفية عن السودان نظمها إتحاد السلام العالمي ووكالة القرن الافريقي تحت عنوان السودان حيث يلتقي النيلين الابيض والازرق وهي حلقة ضمن سلسلة تعريفية عن دول القرن الافريقي في فيينا يتم فيها التركيز على حقائق الجغرافية والسكان والثقافة والصلات الإقليمية ، و قدم فيها مداخلة تعريفية عن السودان وسكانه ومميزاته  . كانت مداخلته علمية ومهنية ومحايدة .  تجد فيه تواضع العلماء وحكمة الكبير . لقاءاتي به علي قلتها كانت مفيدة وكم كنت أتمنى ان أجد الوقت الكاف للجلوس اليه . ثم التقينا مرة اخرى ضمن حلقة تعريفية عن جنوب السودان ( الجزء الآخر من السودان الكبير) . كان الرجل مهموماً بقضايا بلده رغم مسؤوليات المنصب الدولي الذي يشغله ، فقد تحدث معي عن رغبته لزيارة البلاد واللقاء مع بعض المسؤولين للنقاش معهم في مسائل تخص البيئة والتنمية، غير ان ظروف المرض لم تمكنه من إنجاز تلك الزيارة، كما سمعت منه إهتمامه وتشجيعه لمبادرات بعض الشباب من جيل ابناء المغتربين بالخارج في نقل تجارب متعلقة بادارة النفايات وتدويرها الي السودان  .
يظل الكبير كبيراً في أهلك المواقف ، حتى في آلامه ، فالسيد نجيب رغم مرارة المرض الصعب الذي ألم به الا انه كان متماسكاً محافظاً على اتزانه وابتسامته وهدوءه لدرجة ان الكثيرين لم يكونوا يعرفون حقيقة مرضه وخضوعه للعلاج . ذهبنا لتعزيته في مناسبة وفاة شقيقته التي سبقته قبل اشهر ، فبالرغم ان الرجل كان نفسه يخضع للعلاج الا انه كان متماسكاً تبدو عليه علامات الرضا والسكينة والاطمئنان . 

اللهم تقبل ابراهيم ونجيب عندك وادخلهما الجنة  انك عفو كريم

الأحد، 28 مايو 2017

مرة أخرى في كورمند المجرية في إحتفال أيام السودان



تشرفت  مرة أخري بالمشاركة في الحدث السوداني في كورمند المجرية، وذلك يوم السبت الموافق 13 مايو 2017. المرة الاولي كانت في صيف العام 2015  وكتبت حينها عن ذلك في هذه المدونة. يمكن إعتبار المناسبة الحدث السوداني الراتب في اوروبا الذي يعقد بشكل دوري كل عامين. ويعد إستمراره لفترة 18 عاما متتالية بمثابة نجاح كبير يحسب للقائمين عليه. فلا يمكن تحقيق هكذا عمل دون جهد رجال ونساء يقفون وارئه ويسهرون لنجاحه. وأود ان أسجل هنا تقديري لكل الأخوة المتعاونين في إنجاح الحفل سواء في المجر او النمسا بالأخص أعضاء اللجنة المنظمة لا سيما الدكتور عبد الحميد عابدين المستضيف الرئيس للحدث في بيته ومقر إقامته بكورمند حيث يحظي بتقدير كبير من المجتمع وإدارته هناك ، وكذلك الأخ عبد الله شريف رئيس جمعية الصحفيين بمقر الأمم المتحدة بفيينا الذي أخضع كل معارفه وقدراته وإمكاناته لإنجاح الحدث و كان لافتاً لإنتباه الأخوة المجريين حديثه في الحفل بلغتهم التي توصف بالصعوبة التي لا تشجع الآخرين لتعلمها، والأخ عبد الله يجيد التحدث بهذه اللغة التي درس بها بالاضافة الي لغات اخرى، وبقية الأخوة في اللجنة المنظمة وهم حسن التيجاني، وإسماعيل عبد العال، وبشير ابو، وعزالدين بابكر بالإضافة الي الرجل الخلوق سعادة سفير السودان ببودابست السفير عادل بشير وطاقم سفارته الذين ساهموا في إنجاح الحدث وهم يشاركون للمرة الأولي بعد إفتتاح السفارة السودانية في بودابست في نهايات العام 2015 . 

كلمة عمدة مدينة كورمند


جانب من الحضور في حفل الافتتاح


كلمة السيد سفير السودان ببودابست


أهم إشراقات هذه المرة تمثلت في تنويع العروض الفنية عبر مشاركة فرق إفريقية تمثل ثقافات اخرى متصلة بالسودان ، حيث شاركت فرقة من بوركينا فاسو وأخرى إستعراضية من اثيوبيا وهي فرق مقرها في مدينة فيينا وتشارك كالعادة في المناسبات الإفريقية بالإضافة الي فرقة النيل السودانية الناشطة في غرب اوروبا ( هولندا وبريطانيا) . هذه المشاركة أكدت الطبيعة المحورية للسودان في إفريقيا كمحط لإلتقاء ثقافات غرب افريقيا بشرقها وشمالها وجنوبها. فيجد الافارقة اينما كانوا بعضاً من ملامحهم الثقافية في تراث السودان وثقافته وهكذا يجد السودانيون أنفسهم مقبولين اينما ذهبوا في افريقيا ويتلمسون نقاط التشابه والإلتقاء بين ثقافاتهم وثقافات الشعوب الافريقية الأخرى. كما أبدع المطرب ياسر وردي القادم من هولندا مع فرقة النيل السودانية في أداء اغنيات الراحل المقيم محمد عثمان وردي بصوت بتطابق الي حد كبير مع صوت وردي مع أداء مسرحي رائع حرك أشجان الحضور الذين تجاوبوا معه بكل إنفعال متسابقين الي المسرح معبرين عن فرحهم وإندماجهم مع ادائه . الأطفال شكلوا ايضاً حضوراً معبرا عن الفرحة بمشاركاتهم في الرقص والإستعراض واندماجهم مع الفنانين لا سيما الفرقة الاثيوبية التي ابدعت ايضاً في الرقص الاستعراضي الاثيوبي على أنغام أغنيات الامهرا الشيقة بكل موسيقاها الحية التي تحرك الحجر والخشب ان جاز التعبير . 

الفنان ياسر وردي واداء فني ومسرحي متميز


تفاعل الجمهور مع اداء الفنان وردي


جانب من الحضور في الحفل الموسيقي


كانت المناسبة فرصة للقاء بعدد كبير من الأخوة السودانيين الذيت توافدوا من مناطق مختلفة من المجر، والنمسا، والتشيك، والمانيا، وهولندا، وبريطانيا بالإضافة الي المواطنين المجريين الذين شكلوا حضوراً لافتاً وكبيراً في حفل الإفتتاح وفي الحفل الموسيقي . السيد بيبيس استيفان عمدة مدينة كورمند كان هناك بقامته المديدة وكلماته الرصينة حيث ذكر في كلمته ان المناسبة أضحت إحدى الأحداث المرتبطة بمدينته، وأن الكثيرين يحرصون على حضورها والإستمتاع بمشاهدة الفلكلور السوداني الإفريقي والمعرض المصاحب للمناسبة وما يتضمنه من معلومات عن السودان . وعبر عن تشجيعه للمناسبة ودعمها. كما اشاد السيد السفير السوداني بالمجر بالمناسبة وقال انها تمثل محور للدبلوماسية الشعبية وعلاقات الشعوب ببعضها البعض واستعرض ملامح العلاقات بين البلدين التي وصفها بالمتطورة . كما حضر المناسبة مسؤول السفارة الارترية ببرلين ومسؤول ملفات المنظمات المقيمة في فيينا الاستاذ عبد القادر حمدان الذي يحرص على المشاركة في المناسبات السودانية في إشارة جديرة بالتقدير والإحترام تعكس مدى إدراك الرجل  لعمق العلاقات بين بلده والسودان التي لا تحدها حدود ولا تتوقف عند مستوي معين، فهي علاقات روح ودم قبل أن تكون علاقات مصالح ومصير مشترك .
رفع العلمين السوداني والمجري في الساحة الرئيسية للمدينة ايذاناً ببداية الاحتفال، بادرة تبعث الراحة في نفس اي مواطن له صلة بالسودان كما تعكس ايضاً ثقافة الترحيب وتقبل الآخر لدي المجريين.  ويظل المعرض متاحا للجمهور المجري لفترة تقارب الشهر في مقر رئيس في المدينة وهو قصر تاريخي يخضع لإشراف السلطة المحلية، وقد علمت انه يجد إهتماماً من كل قطاعات المجتمع الذين يحرصون عبره على التعرف علي هذه المنطقة البعيدة عن منطقتهم بكل ثقافاتها وسماتها وأنماط الحياة فيها  . ويتضمن المعرض صور عن الحياة والمجتمع في السودان، ونماذج عن الفلكلور الشعبي المتمثلة في الازياء وادوات الزينة وغيرها.  
 القيمة الكبيرة للمناسبة ونجاحها هو تركيزها على الجوانب الثقافية والاجتماعية بحيث يتشارك المجتمع السوداني في إنجاح الحدث بغض النظر عن إنتماءات الأفراد العرقية والثقافية او الإتجاهات السياسية .  وتظل المناسبة حدثاً اجتماعياً وثقافيا يتشارك في إنجاحه المجتمع السوداني الاوروبي  بحضوره وتكبده مشاق السفر الي كورمند في الحدود المجرية النمساوية للإحتفاء والتعارف والإستماع الي الموسيقي السودانية واتاحة الفرصة للأسر والأطفال للمرح واللهو البريء بالخروج من رتابة حياة المدن الي سعة الريف المجري الرحيب .نأمل ان تكون الدورة القادمة للإحتفال اكثر نجاحاً من سابقاتها من حيث مستوي المشاركة والحضور، ومحتوي المعرض والبرامج، وأكرر تحياتي للقائمين على أمر الاحتفال وللمجتمع السوداني في النمسا والمجر وبقية دول وسط اوروبا .

الفرقة الاستعراضية الاثيوبية


مشاركة الفرقة الافريقية من بوركينا فاسو


  

السبت، 22 أبريل 2017

ابتسامة الرضا على وجوه المكفوفين: حقيقة محيرة

من الأشياء التي تحيرني ، الإبتسامة الدائمة التي اراها مرسومة على وجوه المكفوفين. هذا النوع من البشر المحرومين من نعمة هي من أهم النعم.  نعمة البصر التي تتفوق على كثير من المزايا الطبيعية التي يتميز بها الإنسان والحيوان . فبدون هذه النعمة يفقد الانسان القدرة على رؤية مظاهر الحياة حوله والتفاعل مع المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه والتمتع بمناظر الطبيعة ، والاستقلال الذاتي حيث يقل مستوي اعتماده علي نفسه، لا سيما في السفر والدراسة والعمل حيث يحتاج دوما الي مساعدة الآخرين.

السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل البصر ورؤية البشر يسببان الكدر والتوتر ويقللان مستوي الرضا الداخلي الذي يصنع السعادة التي تتمظهر بدروها في الابتسامة ؟ أعتقد ان الكثيرين سيرفضون هذا الاستنتاج ، فالادراك البصري هو من أهم مصادر المتعة والسعادة. لكن لماذا يبتسم هؤلاء المكفوفين بشكل مستمر ؟ بالطبع ليس كل المكفوفين سعداء ومبتسمين ومنهم بعض النوع المتجهم او المكفهر الوجه لكن تبدو الراحة والرضا والسعادة على وجوه الاغلبية منهم .