الأحد، 28 مايو 2017

مرة أخرى في كورمند المجرية في إحتفال أيام السودان



تشرفت  مرة أخري بالمشاركة في الحدث السوداني في كورمند المجرية، وذلك يوم السبت الموافق 13 مايو 2017. المرة الاولي كانت في صيف العام 2015  وكتبت حينها عن ذلك في هذه المدونة. يمكن إعتبار المناسبة الحدث السوداني الراتب في اوروبا الذي يعقد بشكل دوري كل عامين. ويعد إستمراره لفترة 18 عاما متتالية بمثابة نجاح كبير يحسب للقائمين عليه. فلا يمكن تحقيق هكذا عمل دون جهد رجال ونساء يقفون وارئه ويسهرون لنجاحه. وأود ان أسجل هنا تقديري لكل الأخوة المتعاونين في إنجاح الحفل سواء في المجر او النمسا بالأخص أعضاء اللجنة المنظمة لا سيما الدكتور عبد الحميد عابدين المستضيف الرئيس للحدث في بيته ومقر إقامته بكورمند حيث يحظي بتقدير كبير من المجتمع وإدارته هناك ، وكذلك الأخ عبد الله شريف رئيس جمعية الصحفيين بمقر الأمم المتحدة بفيينا الذي أخضع كل معارفه وقدراته وإمكاناته لإنجاح الحدث و كان لافتاً لإنتباه الأخوة المجريين حديثه في الحفل بلغتهم التي توصف بالصعوبة التي لا تشجع الآخرين لتعلمها، والأخ عبد الله يجيد التحدث بهذه اللغة التي درس بها بالاضافة الي لغات اخرى، وبقية الأخوة في اللجنة المنظمة وهم حسن التيجاني، وإسماعيل عبد العال، وبشير ابو، وعزالدين بابكر بالإضافة الي الرجل الخلوق سعادة سفير السودان ببودابست السفير عادل بشير وطاقم سفارته الذين ساهموا في إنجاح الحدث وهم يشاركون للمرة الأولي بعد إفتتاح السفارة السودانية في بودابست في نهايات العام 2015 . 

كلمة عمدة مدينة كورمند


جانب من الحضور في حفل الافتتاح


كلمة السيد سفير السودان ببودابست


أهم إشراقات هذه المرة تمثلت في تنويع العروض الفنية عبر مشاركة فرق إفريقية تمثل ثقافات اخرى متصلة بالسودان ، حيث شاركت فرقة من بوركينا فاسو وأخرى إستعراضية من اثيوبيا وهي فرق مقرها في مدينة فيينا وتشارك كالعادة في المناسبات الإفريقية بالإضافة الي فرقة النيل السودانية الناشطة في غرب اوروبا ( هولندا وبريطانيا) . هذه المشاركة أكدت الطبيعة المحورية للسودان في إفريقيا كمحط لإلتقاء ثقافات غرب افريقيا بشرقها وشمالها وجنوبها. فيجد الافارقة اينما كانوا بعضاً من ملامحهم الثقافية في تراث السودان وثقافته وهكذا يجد السودانيون أنفسهم مقبولين اينما ذهبوا في افريقيا ويتلمسون نقاط التشابه والإلتقاء بين ثقافاتهم وثقافات الشعوب الافريقية الأخرى. كما أبدع المطرب ياسر وردي القادم من هولندا مع فرقة النيل السودانية في أداء اغنيات الراحل المقيم محمد عثمان وردي بصوت بتطابق الي حد كبير مع صوت وردي مع أداء مسرحي رائع حرك أشجان الحضور الذين تجاوبوا معه بكل إنفعال متسابقين الي المسرح معبرين عن فرحهم وإندماجهم مع ادائه . الأطفال شكلوا ايضاً حضوراً معبرا عن الفرحة بمشاركاتهم في الرقص والإستعراض واندماجهم مع الفنانين لا سيما الفرقة الاثيوبية التي ابدعت ايضاً في الرقص الاستعراضي الاثيوبي على أنغام أغنيات الامهرا الشيقة بكل موسيقاها الحية التي تحرك الحجر والخشب ان جاز التعبير . 

الفنان ياسر وردي واداء فني ومسرحي متميز


تفاعل الجمهور مع اداء الفنان وردي


جانب من الحضور في الحفل الموسيقي


كانت المناسبة فرصة للقاء بعدد كبير من الأخوة السودانيين الذيت توافدوا من مناطق مختلفة من المجر، والنمسا، والتشيك، والمانيا، وهولندا، وبريطانيا بالإضافة الي المواطنين المجريين الذين شكلوا حضوراً لافتاً وكبيراً في حفل الإفتتاح وفي الحفل الموسيقي . السيد بيبيس استيفان عمدة مدينة كورمند كان هناك بقامته المديدة وكلماته الرصينة حيث ذكر في كلمته ان المناسبة أضحت إحدى الأحداث المرتبطة بمدينته، وأن الكثيرين يحرصون على حضورها والإستمتاع بمشاهدة الفلكلور السوداني الإفريقي والمعرض المصاحب للمناسبة وما يتضمنه من معلومات عن السودان . وعبر عن تشجيعه للمناسبة ودعمها. كما اشاد السيد السفير السوداني بالمجر بالمناسبة وقال انها تمثل محور للدبلوماسية الشعبية وعلاقات الشعوب ببعضها البعض واستعرض ملامح العلاقات بين البلدين التي وصفها بالمتطورة . كما حضر المناسبة مسؤول السفارة الارترية ببرلين ومسؤول ملفات المنظمات المقيمة في فيينا الاستاذ عبد القادر حمدان الذي يحرص على المشاركة في المناسبات السودانية في إشارة جديرة بالتقدير والإحترام تعكس مدى إدراك الرجل  لعمق العلاقات بين بلده والسودان التي لا تحدها حدود ولا تتوقف عند مستوي معين، فهي علاقات روح ودم قبل أن تكون علاقات مصالح ومصير مشترك .
رفع العلمين السوداني والمجري في الساحة الرئيسية للمدينة ايذاناً ببداية الاحتفال، بادرة تبعث الراحة في نفس اي مواطن له صلة بالسودان كما تعكس ايضاً ثقافة الترحيب وتقبل الآخر لدي المجريين.  ويظل المعرض متاحا للجمهور المجري لفترة تقارب الشهر في مقر رئيس في المدينة وهو قصر تاريخي يخضع لإشراف السلطة المحلية، وقد علمت انه يجد إهتماماً من كل قطاعات المجتمع الذين يحرصون عبره على التعرف علي هذه المنطقة البعيدة عن منطقتهم بكل ثقافاتها وسماتها وأنماط الحياة فيها  . ويتضمن المعرض صور عن الحياة والمجتمع في السودان، ونماذج عن الفلكلور الشعبي المتمثلة في الازياء وادوات الزينة وغيرها.  
 القيمة الكبيرة للمناسبة ونجاحها هو تركيزها على الجوانب الثقافية والاجتماعية بحيث يتشارك المجتمع السوداني في إنجاح الحدث بغض النظر عن إنتماءات الأفراد العرقية والثقافية او الإتجاهات السياسية .  وتظل المناسبة حدثاً اجتماعياً وثقافيا يتشارك في إنجاحه المجتمع السوداني الاوروبي  بحضوره وتكبده مشاق السفر الي كورمند في الحدود المجرية النمساوية للإحتفاء والتعارف والإستماع الي الموسيقي السودانية واتاحة الفرصة للأسر والأطفال للمرح واللهو البريء بالخروج من رتابة حياة المدن الي سعة الريف المجري الرحيب .نأمل ان تكون الدورة القادمة للإحتفال اكثر نجاحاً من سابقاتها من حيث مستوي المشاركة والحضور، ومحتوي المعرض والبرامج، وأكرر تحياتي للقائمين على أمر الاحتفال وللمجتمع السوداني في النمسا والمجر وبقية دول وسط اوروبا .

الفرقة الاستعراضية الاثيوبية


مشاركة الفرقة الافريقية من بوركينا فاسو


  

ليست هناك تعليقات: