السبت، 17 مارس 2018

قصة تربوية من التراث البجاوي تدعو الي إعلاء قيمة العمل والاسرة:


قيل ان رجلاً يسير في الخلاء ممتطياً جمله فيما كان واضعاً الأحمال التي يحملها معه على جانب واحد من الجمل وهي بالطبع وضعية غير طبيعية تسبب ضغطا على الجمل  وتصعب عليه الحركة ، فلقيه رجل في الطريق وقال له : يااخي أن الطريقة التي تضع بها الأحمال على الجمل غير صحيحة وغير مريحة وعرض عليه المساعدة وقبلها راكب الجمل ، وقام الرجل بتقسيم الأحمال بشكل متساوي الي قسمين ووزعها الي جانبي الجمل بحيث يكون الحمل سهلا لحركة الجمل وقال له بإمكانك مواصلة الرحلة بطريقة أفضل . حينها سأله راكب الجمل وهم يهم بمواصله سيرة عن نوع البهائم التي يمتلكها او يرعاها ، اي مهنته وعمله وأفاده عن عدم امتلاكه للبهائم وعن افتقاده لاي مهنة يجد منها الدخل ، ثم سأله ان كان متزوجا او له أسرة فأجابه ان لا نصيب له في الزواج والبنين حينها شكره وقام بإعادة  الاحمال الي ذات وضعيتها السابقة وغير المريحة لحركة الجمل وواصل رحلته . المغزي من القصة هو الجانب التربوي الذي يدعو الي إعلاء قيمة العمل والأسرة  ووجوب إلتزام النهج الصحيح في الحياة عبر الإنتاج والإستقرار الاسري في من يتصدون لمهمة تقديم النصائح للآخرين . أتذكر هذه القصة دوماً عند رؤيتي من يتفرغون لتقديم النصائح وعرض المواقف والانخراط في قضايا عامة فيما هم لا يقدمون هذه المطلوبات لأنفسهم . في هذه الحياة القصيرة جدا لا سيما في عمرها الإنتاجي  الذي يتسم بالقصر يجب لاي شخص منا أن يساهم بحل القضايا الكبيرة عبر حل قضاياه الشخصية بمعني ان يبذل نهجاً عملياً عبر إتخاذ مهنة او مصدر للدخل وان يسعي الي رفع قدراته التعليمية والمهنية عبر الإنخراط في الدراسة والتدريب ، كما لا ينبغي عليه نسيان حاجاته الطبيعية في الحب والاستقرار النفسي و المحافظة على نوعه عبر الزواج وتكوين أسرة. وليس المقصود هنا ان يظل الانسان انانياً ومنكفئا لكن حل القضايا الكبيرة لا يتم  الا في حل القضايا الصغيرة ، بمعني لو تحول اي شخص للانتاج والتقيد بالنهج الصحيحة في الحياة، يمكن ان تجد القضايا الكبيرة الطريق الي حلها بصورة تلقائية وأكثر سهولة.  

ليست هناك تعليقات: