الاثنين، 9 مارس 2020

تعليقات على نظرية تشريح العقل الرعوى للدكتور النور حمد

كتب الدكتور النور حمد ، وهو من أميز الكتاب السودانيين ومن أكثرهم غزارة في الإنتاج المعرفي، مقالاً متميزاً بعنوان تشريح العقل الرعوي، أرجع فيه الكثير من الأخطاء والسلبيات في السياسة والمجتمع السوداني الي الطبيعة الرعوية. وجد المقال إحتفاء الذين رأوا فيه تفسيراً لكثير من الإشكالات التي واجهت الدولة والمجتمع في السودان فيما رأى فيه البعض محاولة تفسير غير موفقة ويعتبر شخصي الضعيف من الفئة الأخيرة.  كان الأولون أكثر سعادة بحكم كونهم إكتشفوا تبريراً منطقياً ومعقولاً وعدواً مخًفياً تسبب في كثير من إشكالات الفشل الإداري والتخبط  السياسي وغياب البصيرة وعجز القادرين عن التمام في سلوك النخبة السودانية وأثر ذلك على عملية التحديث، وبناء الدولة، والدمقرطة، والنمو الاقتصادي والمعرفي ،والإندماج القومي بالبلاد. ومن حق هؤلاء الفرح وهم يكتشفون الداء والعدو الذي أقعد بالبلاد وتسبب في مرارات أهلها وفق ما أشار الدكتور حمد.  
إتهم الدكتور في سياق كتابته المجتمع الرعوي بعدم النظام، والجنوح نحو الفوضى، وعدم الإلتزام بالنظم والقوانين، والقسوة ضد الخصوم، ومناصرة القريب على الغريب، والإنكفاء الذاتي ورفض الآخر. وحاول إرجاع الكثير من السلوكيات المتصلة بالسياسة والحكم الى تأثيرات العقل الرعوي ومنها ممارسة السياسة بأساليب المؤامرات، والقهر، والصراعات مشيراً الى الطبيعة الرعوية في تكوين المجتمع السوداني الذي تكون نتيجة هجرة مجموعات عربية إختلطت مع المجموعات الرعوية والبدائية المحلية. لدعم وجهة نظره، إستدعى الدكتور الكثير من الأدلة بما في ذلك القران الكريم الذي إقتبس بعض آياته التي توصف الأعراب بالكفر والنفاق. لا أدرى إن كان الإستدلال القراني في هذه الحالات مصيباً لان آيات القران تحتاج لمعرفة السياق الذي نزلت فيه وأسباب نزول تلك الآيات.
يبدو ان الدكتور ظلم بطريقة مقصودة او غير مقصودة فئة مهمة من قطاعات المجتمع، وهي فئة الرعاة حين وصفهم بالفوضى وعدم النظام. لست هنا بصدد الدفاع عن البدو او تمجيد البداوة رغم أننى حفيد أبالة وأنتمي لمجتمع رعوي في المقام الأول وهو مجتمع شرق السودان او بالاحرى قبائل البجا، لكن أرجو إبراز بعض الملاحظات:
اولاً: المجتمع البدوي ليس مجتمعا فوضوياً كما حاول إظهاره السيد الدكتور، ففي حياة البداوة قدر كبير من النظم التي لا تقل صرامة عن تلك التي في حياة المدن. ففي مجتمع البجا على سبيل المثال، يتضمن القانون العرفي قدراً كبيراً من التفاصيل التنظيمية المهمة للعلاقات الإجتماعية و إدارة الموارد الطبيعية. رغم تخلف هذه النظم الا أنها بحكم كونها مبادرات مجتمعية إيجابية ساهمت في المحافظة علي بقاء مجتمع البجا وإستمرار الحياة الإجتماعية في بيئهم وهكذا دواليك في المجتمعات الاخرى في السودان.  فقد ظللنا نسمع عن نجاح الجودية والأعراف المحلية في إحتواء صراعات المزارعين والرعاة بدارفور لعقود مضت دون تطور التنافس الطبيعي بين مجتمعات الرعاة والمزارعين الي صراع دموي كما جرى الحال فيما بعد عقب تراجع دور زعماء الجودية وحكماء القبائل وتصدر الافندية والتجار والشباب للمشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
ثانياً : عانت المجتمعات البدوية على مر التاريخ من ظلم وإستغلال المجتمعات الحضرية عبر توجيه آليات السلطة وإستغلالها لإخضاعهم. لقد ظلت نخبة المدن تنظر للرعاة كمجموعات خارج النظام وخارج سيطرة الأجهزة الرسمية تقتضي الحضارة والحداثة إخضاعهم للسيطرة وتصفية نمطهم المعيشي وهنا تدخل سياسات أحياناً تبدو تنموية في ظاهرها لكن تهدف في جوهرها ومدى تأثيرها لزيادة سيطرة قوى الحضر على المجتمعات البدوية. وكان تأثير البدو على مر التاريخ في تكوين السلطة وممارستها ضعيفاً حيث كانت السلطة حكراً لسكان الحضر دون غيرهم، وبذلك فقد ظل البدو بعيدين عن دائرة صناعة السياسة وإتخاذ القرار. فمن الطبيعي أن يجد البدو أنفسهم في ظل هذه الظروف في وضع يقلل درجة ثقتهم في قرارات السلطة لا سيما لو كان لهذه القرارات مردوداً سلبياً على نمط حياتهم او سبل كسب العيش في بيئاتهم.
ثالثاً عانت مجتمعات البدو والريف من تبعات التعالي النفسي والإنطباعات السالبة المصنوعة من قبل الحضريين. هذه الإنطباعات تتحول الي مواقف ساخرة من  البدو في أشياء كثيرة مثل طريقة الحديث او اللبس وخلافه. هذه الإنطباعات ومواقف السخرية لا تتوقف عند التعليقات العابرة بل تساهم في تشكيل مواقف اكثر تشدداً ضد كل ما هو بدوي او ريفي لدرجة تؤدي الي إستحلال ظلم البدوي والتعدى عليه.
رابعاً: لم تخلو العلاقة بين المجتمعين الحضري والبدوي من إستغلال اقتصادي ممنهج يميل لصالح المجتمعات الحضرية عبر استغلال موارد الريف لصالح الحضر وتسخير الانسان الريفي نفسه لخدمة إحتياجات المجتمعات الحضرية مثل توفير المنتجات الزراعية او الحيوانية التي تذهب بشكل مباشر لصالح الحضريين ورفاهيتهم.وهنا نجد أنفسنا أمام حالة تجسيدية لجدلية المركز والهامش في تجلياتها الكونية والمحلية بكل ما تمثله من ظلم وإخضاع الأضعف لخدمة الاقوى. في المستوي الكوني تذهب المنتجات الاولية للبلدان الفقيرة الي دول العالم المتقدم ليعاد تصنيعها وترجع لتباع مرة اخرى للدول الفقيرة بقيمة اكبر وذات العلاقة تمارس في مستوى البلد الواحد عبر نقل المنتجات الاولية من المناطق الريفية للمراكز الحضرية لضمان استمرار الصناعة في تلك المراكز وتعاد مرة اخرى. وتنطوى علاقة الانتاج بين قوي الحضر وسكان الريف من خلل وظلم من حيث العائد ومن حيث المجهود المبذول. من النماذج الحية لهذه العلاقة المختلة للانتاج في السودان المقارنة بين مساهمات قطاع الثروة الحيوانية في الميزان التجاري والاقتصاد الوطني وحجم المردود الفعلي العائد لرعاة ومنتجي هذه الحيوانات في مراعيها الطبيعية في كردفان ودارفور والبطانة وغيرها من سهول السودان. فالعائد من العملة الصعبة لصادر هذا الانتاج يذهب للوسطاء وكبار التجار ولا يذهب لفئات الرعاة الذين تقع عليهم ايضاً مسؤولية تغذية المدن باحتياجاتها من الانتاج الحيواني.
ونعود مرة أخرى الى مسألة المؤامرات والقسوة في الحياة السياسية وربطها بالتراث الرعوي كما تفضل الدكتور. فهذه الأخيرة بشكل عام ترجع الي أمراض النفس الإنسانية في المقام الاول وقد ترجع الي جذور تربوية وهي لا ترتبط بمجتمع دون آخر. فلو نظرنا الى بعض الأمراض النفسية مثل النفاق والكذب نجدها أكثر حضوراً في سلوكيات المجتمع الحضري وتظهر بصورة أقل في المجتمعات البدوية التي يتسم أفرادها بالوضوح والصفاء النفسي والتحرر من الخوف وتبعاته.
ولو عدنا لمسألة الإنكفاء الذاتي، فان إنكفاء اهل البادية يقابله إنكفاء آخر في المجتمعات الحضرية. فأهل البادية غير مرغوبين في المجتمعات الحضرية. فالبدوي في المنظور السائد في الحضر، هو إنسان غير حصيف في الكلام، ويعوزه الإنضباط السلوكي السليم، ويفتقد الأناقة في الملبس والإلتزام بالشروط الصحية في المسكن، والقدرة على الوفاء بالتقيد المطلوب في المجاملات الإجتماعية، وضوابط تناول الطعام ، كما هو إنسان عدواني ووقح، وهي إنطباعات سيئة لا يمكن تعميمها على كل البدو.
إن الحديث عن سوء البداوة وتخلف البدو وجلافتهم يمنعنا من تلمس الجوانب الايجابية في تلك المجتمعات. بالطبع لا تخلو مجتمعات البدو من سلبيات ولكن هكذا الحال ايضاً في مجتمعات الحضر المليئة هي الاخرى بصور غير محببة. الإنسان البدوي حريص على حريته ، وهي قيمة جيدة ، كما يتمتع بمستوي معقول من النباهة والذكاء الفطرى الذي تغذيه طبيعة البداوة ومخاطرها. وفي جانب البيان، فاهل البادية أكثر قدرة على التعبير عن ذواتهم عبر الشعر والسرد القصصي مقارنة باهل الحضر.
الأمر الآخر الاكثر أهمية والذي يشكك في صحة فرضية الدكتور النور حمد هو نجاح كثير من المجتمعات ذات الجذور الرعوية في تحقيق النجاح التنموي والسياسي،  وتمكنها من بناء دول يشار عليها بالبنان. من هذه النماذج نموذج راعي البقر الأمريكي المساهم الكبير في إقتصاد البلاد وفي الثقافة الامريكية،  والنموذج الهولندي الذي تمكن من تطوير دولة صغيرة الي مزرعة عالمية تنافس كبريات الدول في إنتاج الألبان والأجبان واللحوم. وهكذا البوير الهولنديين الذين ذهبوا بأبقارهم الى جنوب افريقيا ونجحوا في خلق كيان متقدم اقتصادياً، بغض النظر عن المظالم التاريخية التي أوقعوها بالسكان الاصليين، فلازالت هذه الفئة تفضل السكن في مناطق المراعي الريفية في العمق الجنوب الافريقي، وتتحكم من مضاربها الرعوية في توجيه إقتصاد البلاد. ودعنا لا نذهب بعيداً، ونركز على أشقائنا العرب الخليجيين الذين يشاركونا ذات الجذور الثقافية الرعوية، ولكنهم رغم حداثة تجربتهم تمكنوا من بناء نظم مستقرة وإقتصاديات تنحو بثبات نحو التطور، وفوق ذلك قدرتهم على بناء علاقات إستراتيجية مع دول محورية في النظام الكوني، والمهارة الكبيرة في إستغلال القدرات البشرية للدول الأخرى في تطوير إقتصاديات بلدانهم، وهي مهمة ليست هينة تحتاج الى قدر كبير من المرونة النفسية لتقبل الآخر المختلف ثقافياً وعرقياً. فأهل الكويت نجحوا في إرساء نموذج متطور في ادارة الدولة في السياسة والاقتصاد، وهكذا أهل الأمارات الذي يستعدون لغزو الفضاء بعد أن تمكنوا من بناء نموذج دولة عصرية، ومدن تجارية مثل دبي إستوعبت بكثير من المرونة كل تناقضات البشر، وهكذا أهل قطر  بكل مهاراتهم في الحياة بين التناقضات والتجاذبات الاقليمية والدولية وفرض انفسهم كلاعب، وأهل عمان الذي نجحوا في إستمرار نموذج حكم إمتد لمئات السنين مع قدر كبير من الحكمة والتوازن، وأهل السعودية الذين  نجحوا في المحافظة على وحدة بلاد واسعة لا يجمعها تاريخ سياسي مشترك وقدرتهم غير العادية في الموازنة بين مطلوبات المرجعية الدينية والثقافية لبلادهم ومقتضيات الدولة العصرية والحاجة الملحة لمواكبة التطور العالمي والتفاعل مع العالم الخارجي. وبالتالي يمكن القول بعدم دقة فرضية تناقض الجذور الثقافية الرعوية مع حسن ادارة الدولة كما ذهب الدكتور.     

الخميس، 6 فبراير 2020

بحيرة كونستانس : عندما تفرض الجغرافية قوانينها الوحدوية على الدول


كونستانس او بوندسي بحيرة واسعة في منطقة إلتقاء لثلاث دول وهي المانيا والنمسا وسويسرا. تشغل المانيا الأجزاء الشمالية والشرقية من البحيرة حيث تتوسط هذه المنطقة مدينة كونستانس الالمانية التي أخذت البحيرة إسمها منها. أما الجزء الجنوبي الشرقي، وهو الأصغر فتشغله النمسا حيث تقع مدينة بريغنز عاصمة إقليم فوراربيرج النمساوي وهي مدينة رائعة. أما الجزء السويسري، فتشغله عدد من القري المتراصة علي الساحلين الجنوبي والغربي من البحيرة وهي قرى رورشا، واشتايناخ، سالمساخ، رومانشورن وغيرها من القري التي تقع في إطار كانتوني تورغاو و سانت غالين السويسريين. لكن الطريف في وضعية البحيرة وقاطنيها هو تناقض إعتبارات السياسة التي خلقت ثلاث دول في منطقة جغرافية واحدة مع حقائق العرق والثقافة، فلا يمكن أن تلاحظ اي نقاط للإختلاف بين سكان هذه المنطقة. فهم رغم إختلاف البلدان والنظم السياسية يعتبرون شعب واحد من ناحية الإعتبارات الثقافية والعرقية. فكلهم يتحدثون الألمانية ويعيشون في إقليم جغرافي واحد وتجمعهم قواسم مشتركة عديدة. وبذلك فقد نجحت حكوماتهم في إبراز هذه الروابط في علاقات الدول الثلاث، وفي عدم تحويل الحدود السياسية كحواجز مادية أمام حركة الشعوب وإعاقة تواصلها. فعند التحرك  حول البحيرة بالسيارات والقطارات او عبرها بالعبارات المائية لا تجد ما يعكر صفوك من حواجز وقيود ، فالحياة تسير كأنما هؤلاء جميعا يعيشون في بلد واحد. هذه الوضعية بلاشك تمثل بمثابة درس يمكن الاستفادة منه في الدول التي رسمت حدودها دون اعتبار لحقائق الواقع الديمغرافي لا سيما في افريقيا حيث تم تقسيم القبيلة او القومية الواحدة في دولتين او اكثر من دولة ، وتسبب هذا الوضع في تعكير صفو هذه المجموعات، وفي إنسياب ممارستها لحياتها بشكل طبيعي في ظل وجود حدود سياسية غير مرنة.
مرسي اليخوت في المدينة

مشهد من مرسي اليخوت والقوارب في المدينة

اطفال يشاهدون مشاهد من الحياة البحرية في اكواريوم مدينة كونستانس

صورة من المخلوق البحري مانتا ري في الاكواريوم

مشهد من اكواريوم كونستنانس

صغار السلحفاة البحرية - اكواريوم كونستانس
مشهد من بحيرة كونستنانس

تقع البحيرة ضمن السفوح الشمالية لجبال الألب التي تتوسط القارة الاوروبية، وتمنحها الكثير من الجمال والخصب، فالألب بلاشك تعتبر المعلم الأبرز في خارطة اوروبا الطبيعية. فالبحيرة هي بنت الألب حيث تتجمع فيها عدد من الأودية ويمر عبرها نهر الراين في مساره الأبدي بين جبال الالب و بحر الشمال. المساحة الكلية للبحيرة هي أكثر من 500 كلم متر وعرضها 13 كلم وطولها اكثر من 60 كلم وتتفاوت حجم أعماقها من منطقة لأخرى.
تظل كونستانس وجهة سياحية مميزة وجاذبة لعدد كبير من السياح الذين يتوافدون عليها على مدار العام. بالطبع هناك الكثير من الجواذب التي تجلبهم الي هذا المكان. لعل أكثرها هو زيارة موقع تتمكن من خلاله زيارة ثلاث دول في وقت واحد. هذا الجاذب قد يبدو طريفاً ولكنه بالفعل يشكل دافعاً لكثيرين لرؤية هكذا مكان. فالناس يحبون رؤية المناطق اللافتة للإنتباه. يزور البحيرة ايضاً الراغبين في التمتع بجبال الالب بخضرتها وهدوئها وهواة الرياضات المائية.
في مدينة كونستناس الألمانية يمكنك قضاء وقت جميل. فهي مدينة صغيرة الحجم لكنها مليئة بالجواذب الثقافية والتراثية وأماكن الترفيه العائلي ومنها الحدائق والمتاحف والأسواق المفتوحة والمراكز التجارية، ومرسي كبير لليخوت.
يمكن الوصول للبحيرة عبر الطيران سواء عبر مطاري ميونيخ و فرانكفورت بالمانيا او مطار سانت غالين السويسري الذي يقع في حرم البحيرة من الناحية السويسرية، كما يمكن الوصول عبر النمسا عبر مطار إنسبروك. أما الطرق البرية وطرق السكك الحديدية فهي متوفرة من كل الإتجاهات فيمكن الوصول من المانيا او النمسا او سويسرا او حتي فرنسا عبر مدينة استراسبورج التي لا تبعد كثيراً عن كونستنانس.
مركز تجاري في مدخل مدينة كونستناس الالمانية

مشهد من مدينة كونستانس



الأربعاء، 15 يناير 2020

Taste the winter in the Sudanese Red Sea: call for those looking for beauty and calmness


      I am going to give an overview of one of most attractive areas in my country, Sudan, which is the Red Sea Region. The area is simply unique as it contains numerous tourist attractions including the diving spots, pristine seashore, hilly sites, the exceptional traditional culture of the local Beja people and game reserves. The Red Sea itself is a unique ecosystem full of biological diversity. Not far inland, the Red Sea Hills stands offering fantastic landscapes and spectacular views and also some populations of wildlife such as the Nubian ibex and the gazelles.

      
Port Sudan Marina ( Yachts harbor)
        The most suitable time to visit the Red Sea coast is the period from November to April as the weather becomes more moderate compared to the summer season ( June-September), which is hot, However, up in the hills, such as in Arkaweet, the climate is pleasant all year round. Below you will find a short overview of the most popular tourist areas in the Red Sea which include the marine national parks and diving spots.
Sanganed Atoll Marine National Park:
    Located 30 km northeast of Port Sudan, and was declared a marine national park in 1990. It has been registered as an UNESCO World Natural Heritage Site in 2016. It contains diverse ranges of coral reefs and the sea life includes sharks, dolphins and other fish. It can be best accessed via Port Sudan by boats.
Dungonab Bay-Mukkwar Island Marine National Park:
    It located 125 km north of Port Sudan and extending along the coast for approximately 70 km. The area was declared a marine national park in 2004 and registered as a UNESCO World Natural Heritage Site in 2016. The park consists of unspoiled coastal and marine environments which include extensive beaches, mangrove forests, coral reef, diving spots and group of islands including the largest of Sudan’s Island, Mukkwar- Jebel Mogarsm. The Park contains extensive and diverse populations of fish, dugongs, sharks, manta ray, turtles and resident and migratory seabirds.
Khor Shanaab Bay ( Dungonab Marine Park)
Shaab Romi Reef:
    It located offshore to the north of Port Sudan. It was the location which was chosen by the famous French Marine Scientist, Captain Jaques Cousteau in 1963, to construct his experimental underwater village, Precontinent 11, and where he filmed two of his famous international films; World Without Sun, and The Silent World. Divers can inspect this underwater secret while swimming between the fish and sharks.
Umbria Wreck:
    For those who are interested in ship wrecks, the Italian vessel, Umbria, is waiting for them. The story of Umbria is interesting. The Umbria was carrying commodities, military equipment and ammunition for the Italian army in Eretria and Somalia. When the Italian Captain of Umbria heard that Italy had declared war in 1940, he decided to sink the ship to deprive the British Navy in Sudan of taking the vessel and its shipment. Located underwater near the Wingate reef close to Port Sudan, Umbria now is an attractive tourist destination. The 153m long wreck now lies on the sea bed with much of its precious cargo still on board and has become an exciting dive location.
Arkaweet:
    This is a plateau rises 900 meter above sea level, which has become a popular summer resort. The weather is pleasant throughout the year. It can be reached via the subway heading east, south to Sinkat, from the national highway running between Port Sudan and Khartoum. The distance from the highway road to Arkaweet is approximately 30 kilometers. There are hotels in the village which can arrange tours in the area. One of the famous sites in Arkaweet is Jebel Alsit, a peak from which you can overlook the Red Sea.
 
View from Agba area on the way to Sinkat Plateau in winter season
Sawakin:
    This is an historical city on the Sudanese coast. The old buildings in Sawakin were constructed out of coral in Turkish Islamic architecture. There is a small private museum which provides information and artifacts about the local culture and history of Sawakin in the Turkish era and afterwards.
Sawakin historical gate

    Once again, I remind you not to miss the chance to visit this area and enjoy everything there. You will definitely not forget the great experience in the Red Sea. The nice memories will bring you back again to the coral reefs, colored fish, nice shores and the hills.