الخميس، 6 فبراير 2020

بحيرة كونستانس : عندما تفرض الجغرافية قوانينها الوحدوية على الدول


كونستانس او بوندسي بحيرة واسعة في منطقة إلتقاء لثلاث دول وهي المانيا والنمسا وسويسرا. تشغل المانيا الأجزاء الشمالية والشرقية من البحيرة حيث تتوسط هذه المنطقة مدينة كونستانس الالمانية التي أخذت البحيرة إسمها منها. أما الجزء الجنوبي الشرقي، وهو الأصغر فتشغله النمسا حيث تقع مدينة بريغنز عاصمة إقليم فوراربيرج النمساوي وهي مدينة رائعة. أما الجزء السويسري، فتشغله عدد من القري المتراصة علي الساحلين الجنوبي والغربي من البحيرة وهي قرى رورشا، واشتايناخ، سالمساخ، رومانشورن وغيرها من القري التي تقع في إطار كانتوني تورغاو و سانت غالين السويسريين. لكن الطريف في وضعية البحيرة وقاطنيها هو تناقض إعتبارات السياسة التي خلقت ثلاث دول في منطقة جغرافية واحدة مع حقائق العرق والثقافة، فلا يمكن أن تلاحظ اي نقاط للإختلاف بين سكان هذه المنطقة. فهم رغم إختلاف البلدان والنظم السياسية يعتبرون شعب واحد من ناحية الإعتبارات الثقافية والعرقية. فكلهم يتحدثون الألمانية ويعيشون في إقليم جغرافي واحد وتجمعهم قواسم مشتركة عديدة. وبذلك فقد نجحت حكوماتهم في إبراز هذه الروابط في علاقات الدول الثلاث، وفي عدم تحويل الحدود السياسية كحواجز مادية أمام حركة الشعوب وإعاقة تواصلها. فعند التحرك  حول البحيرة بالسيارات والقطارات او عبرها بالعبارات المائية لا تجد ما يعكر صفوك من حواجز وقيود ، فالحياة تسير كأنما هؤلاء جميعا يعيشون في بلد واحد. هذه الوضعية بلاشك تمثل بمثابة درس يمكن الاستفادة منه في الدول التي رسمت حدودها دون اعتبار لحقائق الواقع الديمغرافي لا سيما في افريقيا حيث تم تقسيم القبيلة او القومية الواحدة في دولتين او اكثر من دولة ، وتسبب هذا الوضع في تعكير صفو هذه المجموعات، وفي إنسياب ممارستها لحياتها بشكل طبيعي في ظل وجود حدود سياسية غير مرنة.
مرسي اليخوت في المدينة

مشهد من مرسي اليخوت والقوارب في المدينة

اطفال يشاهدون مشاهد من الحياة البحرية في اكواريوم مدينة كونستانس

صورة من المخلوق البحري مانتا ري في الاكواريوم

مشهد من اكواريوم كونستنانس

صغار السلحفاة البحرية - اكواريوم كونستانس
مشهد من بحيرة كونستنانس

تقع البحيرة ضمن السفوح الشمالية لجبال الألب التي تتوسط القارة الاوروبية، وتمنحها الكثير من الجمال والخصب، فالألب بلاشك تعتبر المعلم الأبرز في خارطة اوروبا الطبيعية. فالبحيرة هي بنت الألب حيث تتجمع فيها عدد من الأودية ويمر عبرها نهر الراين في مساره الأبدي بين جبال الالب و بحر الشمال. المساحة الكلية للبحيرة هي أكثر من 500 كلم متر وعرضها 13 كلم وطولها اكثر من 60 كلم وتتفاوت حجم أعماقها من منطقة لأخرى.
تظل كونستانس وجهة سياحية مميزة وجاذبة لعدد كبير من السياح الذين يتوافدون عليها على مدار العام. بالطبع هناك الكثير من الجواذب التي تجلبهم الي هذا المكان. لعل أكثرها هو زيارة موقع تتمكن من خلاله زيارة ثلاث دول في وقت واحد. هذا الجاذب قد يبدو طريفاً ولكنه بالفعل يشكل دافعاً لكثيرين لرؤية هكذا مكان. فالناس يحبون رؤية المناطق اللافتة للإنتباه. يزور البحيرة ايضاً الراغبين في التمتع بجبال الالب بخضرتها وهدوئها وهواة الرياضات المائية.
في مدينة كونستناس الألمانية يمكنك قضاء وقت جميل. فهي مدينة صغيرة الحجم لكنها مليئة بالجواذب الثقافية والتراثية وأماكن الترفيه العائلي ومنها الحدائق والمتاحف والأسواق المفتوحة والمراكز التجارية، ومرسي كبير لليخوت.
يمكن الوصول للبحيرة عبر الطيران سواء عبر مطاري ميونيخ و فرانكفورت بالمانيا او مطار سانت غالين السويسري الذي يقع في حرم البحيرة من الناحية السويسرية، كما يمكن الوصول عبر النمسا عبر مطار إنسبروك. أما الطرق البرية وطرق السكك الحديدية فهي متوفرة من كل الإتجاهات فيمكن الوصول من المانيا او النمسا او سويسرا او حتي فرنسا عبر مدينة استراسبورج التي لا تبعد كثيراً عن كونستنانس.
مركز تجاري في مدخل مدينة كونستناس الالمانية

مشهد من مدينة كونستانس