من الأشياء التي تحيرني ، الإبتسامة الدائمة
التي اراها مرسومة على وجوه المكفوفين. هذا النوع من البشر المحرومين من نعمة هي
من أهم النعم. نعمة البصر التي تتفوق على
كثير من المزايا الطبيعية التي يتميز بها الإنسان والحيوان . فبدون هذه النعمة
يفقد الانسان القدرة على رؤية مظاهر الحياة حوله والتفاعل مع المحيط الاجتماعي
الذي يعيش فيه والتمتع بمناظر الطبيعة ، والاستقلال الذاتي حيث يقل مستوي اعتماده
علي نفسه، لا سيما في السفر والدراسة والعمل حيث يحتاج دوما الي مساعدة الآخرين.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل البصر ورؤية
البشر يسببان الكدر والتوتر ويقللان مستوي الرضا الداخلي الذي يصنع السعادة التي تتمظهر
بدروها في الابتسامة ؟ أعتقد ان الكثيرين سيرفضون هذا الاستنتاج ، فالادراك البصري
هو من أهم مصادر المتعة والسعادة. لكن لماذا يبتسم هؤلاء المكفوفين بشكل مستمر ؟
بالطبع ليس كل المكفوفين سعداء ومبتسمين ومنهم بعض النوع المتجهم او المكفهر الوجه
لكن تبدو الراحة والرضا والسعادة على وجوه الاغلبية منهم .